Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog

مدونة ساخرة،

يا ماما.. يا ماما

Publié le 12 Avril 2013 par HAMDI MSIHLI

يا ماما.. يا ماما

دخل منزله بعد ساعات قضاها يحتسي ما تيسر من المشروبات بأنواعها من الكحولية وغير الكحولية كان يتمايل يمنة ويسرة بفعل ما احتساه، ارتعد جسده فجأة وهو يسمع اصواتا عالية تنبعث من قاعة الجلوس اختلط فيها البكاء والعويل والتأوهات اضافة لأغنية ساذجة.

حسب نفسه ثملا وان هذه الاصوات ما هي إلا تخيلات مصدرها حالة النشوة التي هو فيها، اقترب من مصدر هذه الاصوات ودخل مسرعا الى قاعة الجلوس فوجد أمه وأخته في حالة هستيرية من البكاء المصحوب ببعض السوائل الأنفية.

في الجهة المقابلة قناة تبث صورا بيضاء وسوداء لامرأة تبكي ترافقها اغنية حزينة ،

ما أن لاحظت أمه وجوده حتى انقطعت فجأة عن البكاء وسألته برقة : "وين كنت يا مكبوب السعد، ريحتك كي الجيفة واصلة لهنا" لم تنتظر اجابته وأدارت وجهها للتلفاز

حاول استرجاع بعضا من وعيه وأجاب والدته : "ويييييين كن....ت زعم....ة مااااو في القه....وة مع لولاااااد....."

"اي ظاهر مروّح من القهوة، لا يزي نهار كامل وانت تتهومل في الشوارع لا يزي تروحلي تتطايح يا ابن الكلب"

حاول تغيير الموضوع ووجّه كلامه لأخته بحدّه : " أك......هو انت، نهاااار وطووولو تنوّ..حي على رااااجل بش ياااااخذك وفي اللي.....ل تنوّحي على هاااا البرااااامج, برّررري سخّنيلي عشايا"

ازاحت الاخت الورق عن انفها الذي كان شديد الاحمرار، رمقته بنظر عدوانية، فقد وضع بكلامه اصبعه على الجرح الذي تعانيه وهي التي بلغت ال35 من العمر دون أن تتزوّج : " على الاقل انا مرا وينجم في اي وقت يجي راجل وياخذني اما ابكي على همك اندادك بخدمتهم ومعرسين وبصغارهم اما انت لا يزي بطال وتر فر لا يزي نهار كامل وانت نافش ريشك بالفارغ، برة سخّن عشاك وحدك، هذا كان هزّتك ساقيك

أحس ب"نقرة" دم في راسه ورأى بعضا من كرامته تتهاوي، لم يشعر الاّ ويداه تمتدان الى شعر اخته : "ايجي لهنا يا بنت..... ايجي تو نوري ...... شنوة يعملو البطالة، يعن ...... انت ووزير التشغيل اللي يحبني نجني الزيتون بعد ماعديت .... عمري نقرا ونكلت، وراس .... إلاّ ما نفش غلي في ....."

بدا المشهد سرياليا، اغنية حزينة تنبعث من التلفاز، منشّط يسأل " بعد ما توفى راجلك، جبتي منو صغار؟ ورق من النوع الرديء ملقى على الأرض، أمّ تحاول ابعاد ابنها عن اخته في سيمفونية من الشتائم المتبادلة,

ابتعد الاخ أخيرا عن شقيقته : "ولله ما نربّيك، وراس .... حتى كان عرستي إلا ما تعرسي معاقة"

أجابته الاخت غير عابئة : " توّة انت راجل تمد في يدك على مرا، والله ما نشكي بيك للي يسمّوهم منظمات المجتمع المدني وما نوصّلها حتى لسمير ديلو ولمرة حمة الهمامي هذيكة متاع حقوق الانسان"

" تو ..... فيه انت وياهم، امشي حتى للمرزوقي، وبربي ما تنسيش جيبيلي كعبات حمص من عندو"

استشاطت الام غضبا وصرخت "الله لا تربحكم الزوز، توة هكة فلتوا عليّ احسن لقطة؟ عندي جمعة وأنا نستنى في البرنامج، برّة يكب كبوبكم"

عمت حالة من الهدوء الحذر في المكان، في الجهة المقابلة كان الجمهور يصفق بعد ان وعد منشط البرنامج ضيفته بأن الباعث سيتكفل بمصاريف أربعين زوجها المتوفي،

انسحب من المكان تاركا أمّه وأخته اللتان عادتا لمشاهدة البرنامج وكأن شيئا لم يكن

توجه الى المطبخ مترنحا ولكنه وجد نفسه في غرفة نومه فرمى بجسده على السرير وذهب في نوم عميق على اصوات الورق يحتك بأنفي أمّه وأخته اضافة الى صوت هادئ يدغدغه : "يا ماااما ، يا مااما" ........."

حمدي مسيهلي

Commenter cet article